أسامة داود يكتب .. قبل محاسبة المسئولين : "النفوس المعطوبة" وراء حرائق محطة كهرباء سيدى سالم

رئيس المنطقة ورئيس القطاع يقرران بعد خراب مالطا إعادة المغذيات التى خرجت من الخدمة

استخدام مغذيات من انتاج 1992 وجرى تكهينها منذ 2014 ليتم الاستعانة بها فى محطة انشئت فى 2005

ما سر الإصرار على تشغيل مغذيات عمرها يزيد عن ضعف عمر المحطة؟

لماذا تم جلب المغذيات الانفجارية من الاسماعيلية والقاهرة لمحطة تاريخ انشائها أحدث بـ 20 سنة ؟

للمرة الثالثة خلال أيام حريق ينشب بمحطة محولات سيدى سالم لتخرج المحطة من الخدمة، والسبب إستخدام مهمات تتضمن موزعات عمرها يسبق عمر إنشاء المحطة بأكثر من 17 سنة وبعد عشر سنوات من تكهينها الحريق الاكبر شب نتيجة انفجار فى محطة سيدى سالم مساء 12 مايو ثانى أيام عيد الفطر المبارك وانتقلت الاجهزة الامنية والمطافى والاسعاف ونتج عنه اصابة عدد من المهندسين والفنيين بينهم مدير المحطة ومسئولى الصيانة. لم يكن الحريق هو الأول بل الثالث يسبقه انفجاران بنفس المغذيات التابعة للجهد 11 وهو الجهد المنخفض ، خلال اسبوع ولم تكن تلك الاصابات هى الوحيدة ولكن سبقهم المهندس محمد مسعد  والذى كاد ان يتحول الى رماد لولا عناية الله وكان ذلك مساء ليلة عيد الفطر المبارك ليتم نقله الى المستشفى.

محطة سيدى سالم

 محطة سيدى سالم والتى انشئت 2005 قدرة 220/66/11 كيلو فولت  تعمل بالمغذيات تصنيع 2005 من إنتاج شركة إيجماك. أول أعطال المحطة كان فى اكتوبر 2021 عندما توقف أحد المغذيات الخاصة بالجهد الـ 11 وهو أمر عادى وكان من الممكن أن يتم اصلاح المغذى أوحتى تغييره. ولكن حدث شيئ أخر حيث قرر المسئولون بالشركة المصرية لنقل الكهرباء بمنطقة  وقطاع الدلتا الاستعانة بمجموعة مغذيات عدد 24 مغذيا كان قد تم تكهينهم قبل 10 سنوات بمنطقة  القناه لنقل الكهرباء وهى المنطقة التى كان يعمل بها سابقًا مسئولى منطقة الدلتا الحاليون.. وهى مغذيات موديل 1992 ، وهو تاريخ يسبق تاريخ انشاء المحطة بأكثر من 17 سنة. وعلى عجل تم فك ونقل الخلايا الـ 24 من منطقة القناه لتصل الى محطة محولات سيدى سالم ليتم البدء فورًا فى تركيبهم.. ومن المعروف أن كل 12 خلية تمثل سكشنا أو قطاعا وتم الانتهاء من التركيب للموزعات الـ 24 فى شهر فبراير 2022. وتم دخولهم الخدمة فى ابريل الماضى من نفس العام. وعلينا أن نتخيل استخدام المغذيات وهى مهمات من انتاج 1992 وجرى تكهينها منذ عام 2014 ليتم الاستعانة بها فى محطة انشئت فى 2005.. كانت النتائج هى تكرار الاعطال بالمحطة ولكن بشكل أكبر مما كانت      عليه - وبدلا من شراء موزعات جديدة تمشيًا مع حديث وزير الكهرباء محمد شاكر الذى يؤكد انفاقه ما يقرب من تريليون جنيه على تحديث قطاع الكهرباء... أو حتى على الاقل العودة للمغذيات المنزوعة من المحطة وحالتها بالتأكيد أفضل من مغذيات عمرها يقرب من 30 سنة- تم الاستعانة بنظام الترقيع بسحب مغذيات من منطقة نقل الكهرباء بالقاهرة عدد 22 خلية لدعم الخلايا الاخرى المعطوبة المجلوبة من الاسماعيلية بأخرى من القاهرة فأصبحت عملية ترقيع المتهالك بالمتهالك أيضًا وهكذا. ليأتى أول انفجار بسبب تلك المهمات المعطوبة- وليس مجرد عطل- فى 3 مايو من الشهر الحالى ثانى أيام عيد الفطر ، ليصيب مهندس الوردية محمد مسعود ويتم نقله لمستشفى سيدى سالم العام ولم يتم معالجة الامر طبقا لمقدمات كارثية نتيجة لتشغيل المحطة بمهمات سبق ان تم تكهينها ويسبق تصنيعها موديل المحطة بحوالى ثلاث عقود. تتوالى الحوادث الانفجارية بالمحطة ليشهد يوم 11 مايو من الشهر الحالى انفجار فى أحد المغذيات المجلوبة من الاسماعيلة وتتم السيطرة وكأنه الانذار الثانى وبدلا من انتزاع المغذيات المتهالكة والعودة على الاقل الى المغذيات التى تم انتزاعها او استبدالها بمغذيات حديثة لمنع تكرار الحوادث الانفجارية من جانب وحماية لأرواح العاملين بالمحطة من جانب ثانى وكذلك الحفاظ على كفاءة أداء المحطة لنقل الكهرباء ما بين الجهود 220الى 66 الى 11 كيلو فولت أمبير من جانب ثالث.. أصرت ادارة المنطقة التى كانت تعمل فى الماضى بمنطقة القناة ولاسباب غير معلومة على ان تستعين بمهمات معطوبة من نفس المنطقة حتى ولو تم فى سبيل ذلك التضحية بحالة المحطة وربما بآخر مهندس وفنى فى محطة سيدى سالم ... ونفس القيادات لم ترى فى الخطر المحيط بكل تلك الامور أهمية بجانب مناطحة القدر والواقع والمنطق والاصرار على تشغيل مغذيات عمرها يزيد عن ضعف عمر المحطة. ودون أدراك للضغط النفسى للعاملين بمحطة سيدى سالم والذين يصلون الليل بالنهار تنفيذا لتعليمات ادارة منطقة لا  تغادر مكاتبها المكيفة وتعيش الرفاهية المفرطة تاركة العاملين يعيشون تحت ضغط واعباء نفسية تفوق الوصف. وفى صباح 12 مايو الجارى أى اليوم التالى للأنفجار الثانى الذى يمثل الانذار الثانى وبعد تجاهل متعمد من رئيس المنطقة ورئيس قطاعه لحدوث حرائق متتالىة ونظرا لبعدهم عن ارض الواقع فقد تعاملوا مع الامر على انه من  الامور العادية التى  لا تستوجب معالجة .. وكأن إصابة العاملين نتيجة انفجارات متكررة من مغذيات متهالكة وخروج المحطة وانقطاع التيار الكهربائى الذى يعد أقل الخسائر لا يشكل كل ذلك أسباب منطقية لعلاج الخطر. ويأتى الانفجار الاكبر أثناء توصيل السكشن والذى يضم 12 خلية انفجرت بالكامل وخروج المحطة من الخدمة لمدة 9 ساعات كلى و12 ساعة جزئى.. وتنقلب الدنيا رأسًا على عقب بعد الانفجار الاكبر والذى كاد ان يهلك المحطة وجميع العاملين بها ولكن ستر الله جعل الاصابات تنحصر فى عدد 5 عناصر مابين اختناقات وفشل فى التنفس وانهيار عصبى ومنهم المهندس نسيم بسيونى البنا رئيس المحطة وهيثم عبد الله ومحمد يوسف حسن وآخرون.. لتنتقل الى المحطة الاسعاف والمطافى وفرق البحث الجنائى لمعرفة ان كان هناك تخريب ام لا ويتم نقل المصابين الى مستشفى سيدى سالم. . المثير للسخرية أن قيادات شركة النقل بمنطقة الدلتا لم يشغلوا بالهم بالحدث الجلل.. ولم يفتشوا فى لعبة المغذيات الانفجارية التى تم جلبها بمعرفتهم من منطقة نقل الكهرباء بالاسماعيلية ومن القاهرة الى محطة تاريخ انشائها أحدث من تلك المهمات بحوالى 20 سنة. الغريب والمريب فى الأمر أن يقرر رئيس المنطقة ورئيس القطاع بعد خراب مالطا اللجوء لاعادة المغذيات التى خرجت من الخدمة والتى كانت بنفس مواصفات وموديل محطة سيدي سالم والتى كان قد تم تكهينها لصالح مغذيات الاسماعيلية التى تكبرها سنا بحوالى 17 سنة.. الاكثر دهشة أن العضو المتفرغ جمال عبد الناصر قرر أن يأتى بعد أيام من الانفجارات المتكررة للوقوف على أمر محطة سيدى سالم والذى كان مقررا له أول أمس الاحد لكنه توقف عند منطقة الدلتا ليكتفى بزيارة مكتبية لمدير المنطقة ورئيس قطاع الدلتا ولم يصل الى محطة سيدى سالم التى أصبحت على ما يبدو خارج إهتمام قيادات الشركة المصرية لنقل الكهرباء حتى ولو تم التضحية بالمحطة والعاملين فيها عبر الموزعات الانفجارية المتهالكة!..

أسامة داود يكتب : حسن يونس .. واستراتيجية صناعة مهمات الكهرباء ( 2 – 2 )

أسامة داود يكتب: مسلسل صعق المواطنين بالكهرباء فى كفر الشيخ

أسامة داود يكتب : الكهرباء تبعثر اموال الشركات لمحاربة العاملين

أسامة داود يكتب: قرار يخاصم الانسانية بكهرباء شمال الدلتا

أسامة داود يكتب : اغتيال العلماء معنويا بوزارة الكهرباء عبلة جادو

حريق محدود بمحطة محولات بكفر الشيخ